في
التغذية
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
بسم الله الرحمان الرحيم،
للحفاظ على مصداقية المقال و نظرا لحساسية الموضوع، تم الإستدلال على أغلبية النقط المذكورة بمصادرها.
للأسف، لا زلنا نستقبل في أقسام السرطان العديد من المرضى القادمين من أحياء المدينة القديمة، و عند إجراء التحريات، نكتشف أن السبب يعود أساسا إلى سوء جودة المياه.
أستاذة علم التشريح المرضي للأورام خلال محاضرة بكلية الطب و الصيدلة بفاس.
نعلم جميعًا أن المواد الكيميائية الناتجة عن النشاط البشري تجد طريقها إلى إمدادات المياه، ولكن ما نجهله هو وجود قرابة 100 مادة كيميائية مسببة للسرطان في مياه الشرب، و من بينها النتريت و النترات.
دراسة حديثة تؤكد أن خطر الإصابة بالورم الدبقي (Glioma) و سرطان المثانة و سرطان المعدة يكون أعلى مع تناول كميات أكبر من النتريت، و أن خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية يكون أعلى مع تناول كميات أكبر من النترات.
كما أكدت أبحاث أخرى وجود علاقة بين المستويات العالية من النترات في مياه الشرب و سرطان الغدة الدرقية والمعدة و القولون والكلى والمبيض والمثانة.
دعونا نلقي نظرة على الوضعية في بلادنا، المغرب.
قام أساتذة من جامعة محمد الخامس بالرباط بإجراء دراسة تعود إلى العام الماضي حول نسبة النتريت في مياه مناطق مختلفة من المغرب، و كان المقال كالتالي:
هذه دراسة استطلاعية أجريت على 53 عينة تم جمعها في 10 مناطق قروية في المغرب. أظهرت التحليلات الفيزيائية والكيميائية أنه من بين 53 عينة ، تجاوزت 25 عينة المعايير المغربية (N.M. 03.7.001) المحددة في 0.1 مجم / لتر عند خروج مرافق معالجة المياه وتجاوزت 9 عينات المعايير الدولية المحددة في 0.2 مجم / لتر والتي حددتها منظمة الصحة العالمية. يمكن أن يكون لاستهلاك هذه المياه الملوثة بالنتريت، على المدى الطويل، تأثير ضار على الصحة وخاصة بسبب ظهور ميتهيموغلوبين الدم. تظهر هذه النتائج خطورة المشكلة والحاجة إلى تنفيذ تدابير صحية ملموسة لتصحيحها من أجل ضمان حماية صحة السكان الذين يعيشون في المناطق القروية.
موضوع خطر مياه الشرب بالصحة ليس بجديد، و ليس مرتطبا بالساكنة القروية فقط، فقد قام أساتذة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في سنة 2014 بدراسة حول المخاطر الصحية لأيونات النترات والنتريت في مياه الشرب بمدينة فاس، مبشرة بنتائج مطمئنة الساكنة و السلطات. غير أنه في الدراسة، قدم رسم بياني حول متوسط الاختلافات في تركيز النترات في مياه فاس حسب الأشهر، و كان التركيز في سنة 2013 أصبح يفوق 10 مغ/ل طوال مدة 9 أشهر كل سنة.
المستوى الآمن للنترات في مياه الشرب حسب وكالة حماية البيئة الأمريكية هو 10 مغ/ل.
يعتبر شرب الماء الذي يحتوي على نترات أعلى من 10 مغ/ل غير آمن. يمكن أن يؤثر التعرض ولو لمرة واحدة فوق 10 مغ/ل على صحة الشخص.
وزارة الصحة بولاية واشنطن الأمريكية.
دائما في موضوع سوء جودة مياه الشرب ببلادنا، قام أساتذة من جامعة كلية الطب و الصيدلة بفاس بإجراء بحث حول الجودة والكفاءة البكتريولوجية لشبكة المياه لمركز مستشفى إقليمي في تازة، و كان المقال كالتالي:
وجدنا بعض السلالات البكتيرية مثل Aeromonas salmonicida spp salmonicida و Enterococcus spp. و Pseudomonas luteola و Sphingomonas paucimobilis و Pseudomonas stutzeri و Stenotrophonomas maltophilia و Burkholderia cepacia و Micrococcus luteus والتي تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان. علاوة على ذلك ، بعد تقييم الحساسية للمضادات الحيوية السبعة والعشرين ، تبين أن بعض السلالات متعددة المقاومة ، والتي يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا للإصابة بالعدوى في المستشفيات.
هذا كله دون أن ننسى أن مؤشر الأداء البيئي للمغرب لسنة 2022، فئة قضية الصرف الصحي ومياه الشرب، لا يتعدى 40.90 بالمئة، بينما في بعض الدول يصل إلى ال100 بالمئة. تقيس فئة قضية الصرف الصحي ومياه الشرب مدى جودة حماية البلدان لصحة الإنسان من المخاطر البيئية على مؤشرين: مياه الشرب غير المأمونة والصرف الصحي غير الآمن.
هذا في ما يخص سوء جودة مياه الشرب. أما في ما يخص سوء جودة المياه السطحية و الجوفية، فالوضعية معترف بها. و عدد الدراسات و الأبحاث التي تؤكد الوضع عديدة، لعل أبرزها الدراسة التي قدمها إطار عال في المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب حول تقييم جودة المياه في حوض سبو في أوائل السنة الماضية، و جيء في المقال الآتي:
تتسم غالبية مستجمعات المياه في سبو بجودة رديئة إلى رديئة للغاية (73٪) بسبب الأنشطة الزراعية والصناعية والحضرية المكثفة.
نفس الشيء بالنسبة لنهر أم الربيع، فقد قام أساتذة باحثون من جامعة مولاي سليمان ببني ملال في سنة 2019 بتقييم لجودة مياه النهر، و كانت نتيجة البحث كالآتي:
تشير هذه الدراسة إلى أن مياه نهر أم الربيع تشكل خطراً محتملاً على صحة المستخدمين وتشير إلى ضرورة معالجة مياه الصرف الصناعي والبلدي وتشجيع الممارسات الزراعية المستدامة لتجنب الآثار الصحية الضارة.
و نختم المقال من مدينتي الدار البيضاء و فاس. فدراسة حول مياه الدار البيضاء أكدت وجود مادة ثلاثي الميثان، و التي تسبب سرطان المثانة.و دراسة حول تلوث المياه السطحية بمدينة فاس تؤكد وجود تلوث ميكروبي في 100% من المياه المدروسة.
الغرض من هذا المقال ليس تشويه سمعة البلاد، بل السعي نحو نموها عن طريق التوعية الجماعية.
قال صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم وكتمه ، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ". كما قال صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية ".
بحق كل مرضى السرطان و كل من عانى معهم
تعليقات
إرسال تعليق